لما خلعت هواهمُ من خاطري
وهممت ألتمس الأمور العاليــَـة
وطلبت في فعلي رضاء إلهنا
جاؤوا جموعًا يرتجون رضائيه
فالناس أحوال إذا ما جئتهــــم
إمّا ضباعًا أو طيـــورًا حانيــَــة
قد قلتــُها والشافعيُّ بأنهــــــم
داءٌ إذا استصحبتهم والقاضيــَــة
وإذا طلبتَ فراقهم وقطعتهـــم
قضّيت عمرًا فارغــًا كالآنيـــَــة
والصّحب هم معيارهم في حكمهم
في شخصيَ الفاني، كذا أفعاليــَهْ
فإذا صحبتُ جـَـلودهم جلمودهم
ساقوا عليّ الكِبْرَ دون علانيـــَـة
وإذا صحبتُ رقيقهم مطواعهم
فكما عليه السخريا صارت بيـَـه
وإذا صحبتُ غويّهم زنديقهـــم
أمسيت أغبى فاســـقٍ أو طاغيـَة
وإذا صحبتُ حبيبهم وقريبـــهم
أصبحت عطشانــًا يريد الساقيـَة
وإذا طلبت رضاءهم في زلــّتي
فكأنني عبد يناجــــي باريــــَـــه!
وإذا عفوت عن المسيء فإننــي
عبد ضعيــــف يختشي العدوانيَة
وإذا طلبت مساعدًا في مهنتـــي
فالدهـــــر قد ألقى عليّ أوانيـــَـه
وإذا أردت صلاحهم بنصيحـــة
لغدوت مشقوق القميص وعاريَه!
وإذا أردت بأن أكون خطيبــــهم
فأنا أنـــام على شفيـــر الهاويَة!!
وإذا أردت حميــّـــة محمــــودة
فكأنهم شيعـي أمـــام معاويــَـة!!
الناسَ لا تأمن، وجانب مكرهــم
واصحب كريمًا يرتضيه إلـٰـهيـَه
والله فاسأل واقتصــد بسؤالهـــم
فهو القوي الرازق المولى ليــــه
فإذا طلبتُ رضاءه في خلوتـــي
أصبحت والدنيا بكفّي لاهيــــــة..