الحياة أبسط مما نتصور وأصعب في خوضها دون دراية بواقعها وخلقها وفنونها 00
إن الحياة التي نحياها وننعم بوافر من نِعمه سبحانه سخرها لعباده لتستقيم
الحياة وتكون له عوناً على عبادته فوضع أسرار نعمه وديعة لدى خليفته في
الأرض ليبحث في مناكبها وبواطنها التي حفظها الله وادخرها ليتفيىء بظلالها
هذا الإنسان البسيط 000
كلُ إنسان خُلقَ على الفطرة وطبقاً للظروف المحيطة به تستوي تلك الفطرة أو تتشوه أو تصل إلى درجة البهيمية 00
لكن من رحمة الله تعالى أن وهبَ للإنسان عقلاً ليعملَ به ويتفكر 00 لذلك
كان التكليف ولم يُترك سدىً بل أرسل الرسل مبشرين ومنذرين وموضحين للمنهج
الرباني فكان حجة على بني آدم 0
لذا لو أن أحدهم عاش بين عائلة بوذية مثلاً ثم وبطبيعة الحال كان تبعاً
لوالديه في المعتقد والعادات 00 لم يكن التكليف إلا عند سن البلوغ التي
يستطيع حينها التمييز بين
الحق والباطل فكان لزاماً عليه أن يعمل العقل ليميز بين الخير والشر وبذلك لا حجة ببرهان والبرهان موجود والحجة قائمة
نعود إلى موضوعنا الرئيسي 00
وهو صناعة الحياة
إن استوت الفطرة وأخذت بما أُلزِمت من لدن حكيم عليم بشرعٍ يصلح للمخلوق من
الخالق فذاك الصراط المستقيم وإن حادت عن الفطرة ولم تُلزم النفس واتبعت
هواها ضلت وانحرفت عن الجادة وتلك مفسدة الحياة والتي بها من الصعوبات
والمشاق ما لا تُطيقه النفس كونه قد فقد مفاتيح النجاة وألبسها الهوى فكان
التشريع البشري وفق منهج قاصر لا يُشبِعُ متطلبات الحياة ولا يُغتي من جوع
000
وهنا يأتي التطبيق فالتزاع بين الخير والشر قائم لا محالة بإرادته تعالى
حتى يميز الحق وأتباعه وبين الشر وأقرانه فكان الإبتلاء والنعم الظاهرة
والباطنة حيث شاء الله وكيفما أراد 00
فإن وافق العمل المنهج تطبيقاً وقولاً بما وقر في القلب كان الفلاح وسَهُلت
طرق النجاة وكانت الحياة من البساطة بمكان حيث لا يشعر بها إلا من جرب
حلاوة الإتباع 000
وأخيراً وليس آخراً في طريق الحياة أودية وجبال وثغور لابد منها خلال
الرحلة القصيرة من اجتنبها وكشف غورها سَلِمَ إلا اللهم من شظايا قد تناله
00دواءها سهل
وأما من خاض غمارها فبين ساقط في وحلها وبين مولود من جديد يزيل عنه أدرانها ليعود نقياً كما بدأ 00
وهكذا هي الحياة حُلوها ومُرُها فلا الأملُ فيها معقود ولا التشاؤم منها محمود 0