سوف لن تكون سعيدا، ولا محظوظا أبدا، عندما تشرّف عيادتك - أيها الطبيب -
طفلة صغيرة، لا تتجاوز ربيعها الثاني عشر، بصحبة أمها، وتشتكي من الصداع
المزمن، أو المتكرر..!! يا إلهي؛ احضر المجسمات والصور، صفي الصداع يا
صغيرتي!!. هل تشكين من شيء آخر؟؟ .. وفي النهاية قصة مرضية محيرة جدا،
وكارثة تصر الطفلة وأمها على تكرارها: " لم ينفع يا دكتور الـ Tylenol ،
والصداع يزداد بزيادة الضغوط الأسرية.". أرجوك نريد حلاً..!!.
و يبدو أيضا إن قيمة حياة الأطفال المصابين بالصداع المزمن مماثلة تماما
لزملائهم أصحاب الأمراض الأخرى المزمنة الخطيرة، والرثوية، منذ أن أعلن
اليوم البروفيسور ( سكوت بوَر ) مدير مركز الأطفال في مدينة سينسناتي
بولاية أوهايو الأميركية - حيث يعيش ثلاثة ملايين طفل - في مجلة طب
الأطفال لهذا الشهر ( يوليو ) 2003، عن الدراسة الضخمة التي تثبت أن
قدراتهم العاطفية، وتحصيلهم المدرسي، ونشاطاتهم البدنية أسوأ بكثير من
المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة أخرى..!!. توحي الدراسة بشيء خطير يا
بروفيسور ( بوَر )...أليس كذلك؟؟ كم سيصبح - على أقل تقدير - في العربية
السعودية من طفل مصاب بالصداع؟؟ 50 - 100 ألف طفل.. ربما.!! أرجو أن لا يصل
بهم الحد إلى ما وصف البروفيسور ( بوَر )..!!.
طبعا قد يشكو الطفل من الصداع لأسباب مختلفة، هنا يوجد ثلاث مجموعات:
1- رشح، التهاب لوزتين، التهاب في الأذن، في الجيوب الأنفية، والالتهابات والأمراض الأخرى المختلفة....
2- صداع الشقيقة أو صداع الضغوط. وهو ما يعنيه الباحثون بالدراسة السابقة. بالاضافة للصداع اليومي المزمن.
3- صداع ناشئ من سبب معين مثل: السهر لأوقات متأخرة ليلا، اللعب تحت الشمس
لأوقات طويلة ( طبعا ليست شمس الصيف المحرقة، هذه لها مواصفات أخرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هيا إلى الـ A&E مباشرة. ) ، عندما يعبث الطفل ويرج رأسه... طبعا
هذه الأسباب عندما يكون الأب أو الأم على معرفة بها فيجب أن يكونا مطمئنين،
ولا داعي لمراجعة الطبيب.
وبما أن الحياة هذه الأيام أصبحت صداعا لك، ولابنك بحد سواء.. فهناك العديد من الآباء ( عفوا اقصد من الأمهات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ) دائما يسألن: " متى يجب أن أكون معنية بصداع ابني أو ابنتي؟؟". رائع
جدا..!! هنا يوجد الجواب مشترك بين البروفيسور ( نيل آيزنبرغ ) أستاذ طب
الأطفال بكلية الطب في جيفيرسون في فيلادلفيا، والبروفيسور ( ديفد هاموند )
أستاذ طب الأعصاب بكلية الطب بجاكسونفيل في فلوريدا، والفقير إلى عفو ربه (
هبنقة ) في ( هندسة الصوت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ).
1- عندما يتكرر الصداع ( في فترات متقاربة ) بدون أسباب واضحة: مثل أن يشكو
الطفل أقل من ( ست سنوات ) من صداع يعار الأهمية، مرة واحد في الشهر، أو
مرات متعددة خلال أشهر متقاربة.. طبعا في الأعمار الأكبر قد تزداد معدلات
تكرار حدوث الصداع خاصة للأطفال الذين يلاقون ضغوطا في المدرسة ( من الكتب
والحصص والمدرسيــــن )... إذن، يسمح برفع الحد الأدنى للتأهب لمستوى معين
يتناسب مع عمر الطفل.
2- حالة الطفل بين نوبات الصداع : ( هل الطفل سليم ومعافى بين نوبات
الصداع؟؟ )... يقول الدكتور هاموند: " يجب أن تنتبه للصداع إذا كان الجواب
بـ لا.". طبعا تنتبه له عند طبيب العائلة أو طبيب الحي أولاً.
3- الأعراض المصاحبة للصداع: قد تزيد نسبة احتمال وجود صداع مزمن في الأطفال الذين يصاحب صداعهم بـ:
- انخفاض مستوى اليقظة والانتباه.
- الشعور بإحساس مثل الوخز الخفيف في الوجه، أو الرقبة أو مناطق أخرى. ( بالعربي؛ تنميل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] )
- تغيرات في المجال أو القدرات الابصارية.
- الشعور بدوار.
أود أن أشير إلى أن هناك بين 5 – 10 % من الأطفال يعانون من صداع الشقيقة!!
الأعراض ربما لا تكون كالكبار تماما، قد يبدو الطفل شاحب اللون، لا يرغب
في الأكل، ولا مشاهدة التلفاز.. ومتابعته ربما كان دور الأم بصفة رئيسية،
خاصة عندما تكون تعاني من الشقيقة كذلك، إن صداع الشقيقة كما تشير آخر
الدراسات قد تورث للأبناء عن طريق الأم أو الأب بحد سواء.
وعندما تصبح معنيا بصداع ابنك، اتجه إلى الطبيب مباشرة..!! سيخبرك بكل ما تحتاج إليه.
أتمنى للجميع دوام الصحة والعافية والتوفيق؛
