الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عدم قصد الشرك
عدم قصد الشرك لا يُغني عن أصحابه : ـ
قال محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى : ( فمن دعا غير الله ، من ميت ، أو غائب ، أو استغاث به ، فهو مُشرك كافر ، وإن لم يقصد إلاَّ مجرد التقرب إلى الله ، وطلب الشفاعة عنده )38
ـ وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : ( والمُخالف لهذا الأصل ـ أي التوحيد ـ من هذه الأمّة أقسام : إما طاغوت ينازع الله في ربوبيته وإلهيته ؛ ويدعوا الناس إلى عبادة الأوثان ، أو مشرك يدعوا غير الله ويتقرب إليه بأنواع العبادة أو بعضها ، أو شاك في التوحيد : أهو حق أم يجوز أن يجعل لله شريكاً في عبادته ؟ أو جاهل يعتقد أن الشرك دين يُقرب إلى الله . وهذا هو الغالب على أكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم ؛ لمّا اشتدت غُربة الدين ، ونُسي العلم بدين المُرسلين )39
المرء مُكلف بمعرفة التوحيد ونقيضه من الشرك الذي لا يُغفر ، ولا عُذر فيه بالجهل ولا التقليد :
ـ قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين : ( ومن العجب أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى هذه الكلمة نفياً وإثباتاً عاب ذلك وقال : لسنا مُكلفين بالناس والقول فيهم . فيُقال له : بل أنت مُكلَّف بمعرفة التوحيد الذي خلق الله الجن والإنس لأجله ، وأرسل جميع الرُسل يدعون إليه ، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يُغفر ولا عُذر لِمُكلف في الجهل بذلك ، ولا يجوز فيه التقليد . لأنه أصل للأصول )40 .
ـ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( …وعرفت : أن هذا هو التوحيد ، الذي أفرض من الصلاة والصوم ، ويغفر الله لمن أتى به يوم القيامة ، ولا يغفر لمن جهله ، ولو كان عابداً ؛ وعرفت ؛ أن ذلك هو الشرك بالله ، الذي لا يغفر الله لمن فعله ، وهو عند الله أعظم من الزنا ، وقتل النفس ، مع أن صاحبه يُريد به التقرب من الله )41 .
ـ وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين : ( والله سبحانه إنما افترض على الخلق طاعته ، وطاعة رسوله ، وأمرهم أن يردوا إلى كتابه وسنة رسوله ، ما تنازعوا فيه ، وأجمع العلماء على أنه لا يجوز التقليد42 ، في التوحيد والرسالة )43 .
ـ وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى : ( فإذا عرفت : أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها ، وأحبط العمل ، وصار صاحبه من الخالدين في النار ؛ عرفت : أن أهمّ ما عليك معرفة ذلك ، لعل الله أن يُخلصك من هذه الشبكة ، وهي الشرك بالله )44 .