كم أنت عجيبٌ أيها الماء..

لقد رأيت بأمّ عيني تلك السيول الجارفة


التي اجتاحت مدينتنا .. (جده)



وتلك السيارات المبعثرة والمتناثرة ..


سمعت الناس تقول هذه من السيول !! ..


فاندهشتُ وتعجبت !!

ولولا أني رأيت بأمّ عيني ما صدقت وما اقتنعت ..


أيعقل أن يفعل الماء كل هذا ..


هذا الماء الذي نشربه ونغتسل به !!


هذا الماء الذي نلعبُ به .. ويداعبنا أحياناً!!



فجأة ينقلب علينا وتتغير أحواله ..


ويتكدر مزاجه ..



فجلست أتأمل في هذاالمخلوق العجيب (الماء)



فكتبت /


كم أنت عجيب أيها الماء..



ما أجملك وأنت متفرّق (قطرات)



وما أروع منظرك وأنت مجتمع (بحر)



كم أنت عجيب أيها الماء..



ما أعذبك وأنت تسير بهدوء (نهر)



وما أعنفك وأنت تهوي مندفعاً (سيل)



أنت لوحةٌ فنية حينما تسكن في الأرض (بحيرة)



أنت منظرٌ خلاب حينما تتحرك في السماء(سحاب)



يا للعجب حتى كلمة سماءتنتهي بكلمة ماء ..



فكم أنت عجيبٌ أيها الماء..



ضربوا بسهولتك الأمثال فقالوا: (أسهل من شرب الماء)




كم أنت عجيب أيها الماء..


لا لون لك ..

ولا طعم لك ..


ولا رائحة لك ..



ومع كل هذا نموت إذا لم نرتشف منك..



ومع كل هذا نهلك إذا لم تبتل حلوقنا منك..



لقد أحرجتنا وأثبتّ ضعفنا أيها الماء ..



كم أنت عجيبٌ أيها الماء ..



ثم نقولُ أننا أصحابُ ذوق !!!!!!



أي ذوقٍ لنا .. ونحن نتقاتل عند شربة ماءٍ !!



لا لون لها ولا طعم لها ولا رائحة ..



فكم أنت عجيبٌ أيها الماء ..






ربة المنزل لا تستغني عنك ..

تطبخ طعامها بالماء

وتسلق بيضها بالماء

وتعجن عجينها بالماء ..




فإذا تعبت استلقت في غرفتها


وفتحت المكيف لتتساقط من خلفه قطرات الماء ..



بعد أن تساقطت من جبينها قطرات الماء (العرق)..



كم أنت عجيبٌ أيها الماء..






أنت اية من ايات الله ..



وبك أهلك الله الطغاة ..



كم أنت عجيبٌ أيها الماء..



فيك قوةٌ وفيك ضعف ..


فيك بناءٌ وفيك هدم ..


فيك نجاةٌ وفيك غرق..


كم أنت عجيبٌ أيها الماء..



أنت عفيفٌ لا تقبل الغشّ ..


إن اختلط بك زيتٌ قذفته فوق سطحك ليراه الناس..


ومع بطشك وعنفوانك فأنت لا تُمثل بالموتى ..

فإن مات أحدٌ في جوفك أظهرته على سطحك

وكأنك تقول : خذوا موتاكم

وادفنوهم ..

فأنا الماء لا أتحدى الأموات ..



كم أنت عجيبٌ أيها الماء..



تحمل الثقيل (كالسفن) وتتجاهل الخفيف

ليغرق داخلك فهو لا يستحق أن يُحمل ..


فلنكن كالماء لنجد من يحملنا ويتعامل معنا ..


فمنك نستلهم الحكمة والدرس.



كم أنت عجيب أيها الماء..




ولك شأنٌ عظيمٌ في ديننا..



لن يقبل الله منا صلاةً وأنت موجود(الماء) حتى نتوضاْ بك ..



ليس هناك أجرٌ أعظم من سقيا الماء ..



بغيٌ من بني إسرائيل دخلت الجنة بسبب


شربة ماء أسقتها كلب ..



كم أنت عجيبٌ أيها الماء..



انتفعنا منك وأنت حارّ.. (لا أتخيل شاي وقهوة بدون ماء)



ارتوينا منك وأنت بارد ..



لعبنا بك وأنت ثلج ..



ومن بخارك تكونت السحب ..



فكم أنت عجيبٌ أيها الماء..



دعني أتغزّلُ بِكَ ..



سبحان من صوّرك .. سبحان من أبدعك ..



جميلٌ أنت بإنسيابك .. كم أنعشتني قطراتك ..



نعومتك تغريني .. فأرتشف منها ما يكفيني ..



ملمسُك حرير وفي حبّك صرت أسير(سجين)



إن حُرمت منك يوماً ما استطعت أسير(أمشي)..



بك أطفأتُ الحريق .. فبالله عليك

بماذا أُطفىءُ حريق حُبي لك

وأنت حُبي ..



ومن حُبك صرتُ أرى السرابَ ماءً



ومن حُبي لكَ وولعي بكَ جعلتك من تحتي ومن فوقي


(الخزان السفلي والخزان العلوي)



كم أنت عجيبٌ أيهاالماء..



يقولون ليس في القمر ماء ..



فقلت هي الغيرة قاتلة ..



فالجميلُ لا يرضى بجميلٍ يُجاوره ..



كم أنت جميلٌ أيّها الماء..



غار منك الهواء ..



فأصبح مثلك لا طعم ولا لون له

ولا رائحة ..






فكم أنت عجيبٌ أيها الماء..



وكم نحن سعداء بك ..



فقد كشفت لنا

أخطاء الأشقياء



وفضحت بسيلك خيانة الأمانة

(أمانة جدة)



فكم أنت شجاعٌ أيها الماء..



وعن اذنكم بشرب كاسة

ماء

قبل ما يئذن الفجر