واشنطن / حذرت دراسة جديدة نشرتها مجلة "طب الأطفال" الأمريكية المتخصصة حديثا، من أن الأطفال والمراهقين ممن يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة المقلية خارج المنزل، أكثر عرضة للبدانة وأكثر ميلا لتناول أغذية غير صحية وذات نوعية سيئة.
فقد وجد الباحثون في قسم العناية التجوالية والوقاية في كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، أن الأطفال والمراهقين في عمر التاسعة إلى الرابعة عشرة ممن زادوا استهلاكهم من الأطعمة المقلية خارج المنزل، طوال عام واحد، زادت أوزانهم عن المعدل الطبيعي بكثير.
ودعا هؤلاء جميع الأطباء إلى ضرورة تشجيع الأطفال والشباب على الحد من استهلاك الأطعمة الجاهزة المعدة خارج المنزل والاستمتاع بتناول الطعام مع العائلة، الأمر الذي يحسن مستوى التغذية ونوعيتها لديهم ويحافظ على صحتهم ويقلل خطر إصابتهم بالمشكلات السلوكية التي تؤدي بدورها إلى التدخين وتعاطي الكحول والماريجوانا.
وأوضح الخبراء أن أجواء الأطعمة السريعة المنتشرة في هذا العصر جعلت من الصعب على الأطفال والشباب وعائلاتهم الالتزام بتناول الغذاء الصحي المغذي والمفيد، لذا ينبغي أن تنبع الإرادة من داخل الفرد.
ولاحظ الباحثون بعد تحليل نتائج مسح شمل أكثر من 14 ألف طفل، تراوحت أعمارهم بين 9 - 14 عاما، وتم فيه قياس أطوالهم وأوزانهم ونشاطهم البدني وتكرار تناولهم للأطعمة المقلية خارج المنزل، أن عامل الجسم الكتلي الذي يقيس نسبة الطول إلى الوزن، ازداد بشكل كبير طوال الوقت مع زيادة كميات الطعام المقلي المستهلكة، وكانت هذه العلاقة المباشرة أوضح ما يمكن عند الفتيات الصغيرات في سن التاسعة إلى الثانية عشرة.
وأشار الخبراء إلى أن المراهقين الذين تناولوا الطعام المقلي خارج المنزل أكثر استهلاكا للسعرات الحرارية والدهون المشبعة والمؤذية والمشروبات المحلاة بالسكر واللحوم الحمراء والمعالجة والحلويات وغيرها من الأطعمة الدسمة، وكانوا أقل استهلاكا للأطعمة الصحية المفيدة التي تمثل جزءا مهما من الغذاء المتوازن كالفواكه والخضراوات والحبوب.
ويرى العلماء أن تناول الطعام خارج المنزل يرتبط بأنماط غذائية تسبب إفراط الوزن والإصابة بأمراض مزمنة كالإعتلالات القلبية والسرطان وداء السكري، مشيرين إلى أن الكثير من الأطفال المرضى في سن الثامنة إلى الثانية عشرة، يتناولون الطعام المجهز خارج المنزل لأكثر من أربع مرات أسبوعيا، وإذا ما استمرت هذه الأنماط الغذائية المبكرة خلال فترات المراهقة، فان الأطفال سيصبحون أثقل وزنا وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة.
